انتحل شخصيته وسرق بطاقته ثم قال أسف!!! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


هذا هو أمل عويدات الحقيقي!
انتحل شخصيته وسرق بطاقته ثم قال أسف!!!
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 09\08\2010
إنها قصة حقيقية، مع أن كثيرين لن يصدقوا أن أمراً كهذا يمكن أن يحدث في منطقة صغيرة مثل الجولان، حيث يعرف الناس بعضهم البعض، ومن الصعب انتحال شخصية أحد، لكنها فعلاً قصة حقيقية دارت أحداثها في مجدل شمس وعين قنية. قصة قد تجعلنا نعيد التفكير من حديد بأننا مجتمع آمن، وأننا لا نعتدي على بعضنا البعض، وأن هناك نوع من الاحترام المتبادل، ولا يزال الخوف من انكشاف فضيحة ما بالنسبة لصاحبها بمثابة الانتحار الاجتماعي... فسبق أن حدثت مثل هذه الأمور ولا يزال مفتعلوها يعيشون عواقبها الوخيمة حتى اليوم.
لكن، يبدو أن هناك من ضعيفي النفوس وأصحاب الذاكرة القصيرة الذين لا تزال تسول لهم أنفسهم القيام بأمور مخزية ومخجلة ورخيصة، لدرجة أنهم لا يحسبون حساباً للفضيحة وانكشاف حقيقتهم بين الناس.

القصة أن السيد أمل حمد عويدات من مجدل شمس تعرض لعملية سرقة واحتيال وانتحال شخصية من قبل شاب سرق بطاقته الائتمانية، أثناء انشغاله في ترتيبات عرس شقيقه بسام قبل عدة أيام.
وقد بدأت القصة حين اكتشف السيد أمل أن بطاقته قد فقدت من المحفظة التي كان يضعها في السيارة، حيث كان منهمكاً مع أصدقائه وأبناء عائلته وأقربائه بزواج شقيقه. وحين تبين أمر البطاقة، اتصل بموظف البنك الذي اخبره أن البطاقة ما زالت قيد الاستخدام، وأخر مرة استخدمت فيها كانت قبل عدة ساعات في محل تجاري في عين قنية. فتوجه فوراً إلى هناك مع صديق له وسأل الموظفة في المحل عن شخص قام بالشراء مستخدماً البطاقة، (وفقا للسجل الزمني الذي أرسله موظف البنك كما تبين التسجيلات لديهم)، فأخبرته أن شاباً اسمه "أمل عويدات" قام بشراء أغراض عديدة، ودفع ثمنها ببطاقة اعتماد. وقد أوصى على مجموعة أغراض أخرى، وسيأتي لاحقاً لاستلامها.
حاول السيد أمل معرفة بعض المعلومات والتفاصيل عن الشخص الذي انتحل شخصيته، إلا أن الموظفة لم تعرف شيئا أخر عنه، سوى أن شخصاً من القرية كان يتحدث إليه، فقصده في الحال وعبثاً حاول إقناعه أن الواقف أمامه هو أمل عويدات الحقيقي، وأن ذاك الشخص هو منتحل لشخصيته، وبعد جهد جهيد أعلمه أن ثياب الشخص ومظهره تدل على أنه يعمل بالـ "***" وأنه كان يركب سيارة مواصفاتها كذا وكذا.. وأنه يقوم الآن ببعض الأعمال لدى شخص في القرية.
وعلى الفور قصد منزل هذا الشخص ليتبين انه لا تجري أي أعمال هناك، لا داخل البيت ولا خارجه.. حينها عاد إلى بيته ليواصل البحث عن شخص يملك سيارة بالمواصفات التي ذكرت له. وبطريق الصدفة أخبره شخص من معارفه أن "فلان" اشترى قبل فترة وجيزة سيارة بذات المواصفات، فاتصل هذا الشخص بذويه واخبرهم بالقصة التي لم يصدقوها، واتهموا السيد امل عويدات (الحقيقي) بـ "التبلي" عليهم وتشويه سمعة ابنهم، واتهامه بالسرقة زوراً، مع العلم أنه لم تصدر منه أي اتهامات بعد!!! وحين علم "السارق" بالأمر اتصل بأمل ونفى أن تكون له أي علاقة بالموضوع، وأصر على الذهاب إلى عين قنية لمقابلة موظفة المحل التجاري هناك للتأكد من أنه ليس الشخص المطلوب وليس هو الذي استخدم بطاقة الائتمان.
وبالفعل ذهبوا إلى عين قنية، إلا ان "السارق" استوقف أمل في منتصف الطريق فجأة، واعترف أمامه وأمام شقيقه الذي كان يرافقهما عن فعلته، وكيف أنه حاول إعادة البطاقة له، إلا انه خاف من كشفه واتهامه بالسرقة، التي أراد من ورائها فقط شراء كيس حليب لابنته وبعض الحلوى ومستلزمات تموينية ضرورية لمنزله. إلا ان "السارق"، ووفقا لأقوال الموظفة من المحل المذكور، قد اشترى سجائر وأمور كمالية أخرى ليس لها علاقة لا بغذاء الأطفال ولا بالتموين، وقد أوصى أيضاً على هاتفين جوالين وبطاقات هاتف مسبقة الدفع وأغراض أخرى...

اتضح فيما بعد أن السارق أقام شبكة معارف له في عين قنية وعرف عن نفسه على أنه أمل عويدات، فلم يصدق أحد من الأشخاص الذين التقاهم أمل الحقيقي أثناء بحثه وتقصيه عن السارق أنه هو أمل، بل كانوا متأكدين بأن ذاك الشخص (الحرامي) هو أمل، واستغرق إقناعهم زمناً، حتى أنه اضطر إلى إبراز بطاقة الهوية الشخصية للبعض منهم لكي يتأكدوا أنه هو فعلا امل عويدات الحقيقي وأن ذلك الشخص هو منتحل لشخصيته.

وعن الحادثة قال السيد أمل عويدات:
"إن ما حصل هو عمل مرفوض يمس بالأمانة والثقة والمصداقية بين الناس. من المؤسف أن نصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها الوثوق ببعضنا البعض، فهذا الشخص استغل انشغالنا بالعرس وقام باقتحام السيارة وسرقة المحفظة وسرقة البطاقة منها، ثم استخدامها لسرقة المال من البنك، للأسف الشديد.. بدلا من مساعدتنا كما تعودنا على ذلك في أفراحنا، حيث يقف الجميع في مساعدة أهل العرس، قام بسرقتنا.
قلت له لو كان بحاجة للمساعدة فكان بإمكانه طلبها بدلا من السرقة، ولم أكن لأرد له الطلب، وليس فقط أنا بل جميع الناس.

ما فقدته من أموال ليس كثيراً، وليس بذات قيمة، وإنما ما حصل سيمس بالثقة في التعامل والتعاطي بين الناس. من هنا أتوجه إلى أصحاب المحلات التجارية، التأكد من صاحب البطاقة عبر إبراز هويته إن لم يكن معروفا للبائع شخصياً، فليس المهم أن نبيع، وإنما أن نربح الأخلاق والقيم الاجتماعية التي يجب أن تكون هماً يومياً لدى الجميع، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نواجهها في مجتمعنا على كافة الأصعدة، حيث الإغراءات كثيرة وعديدة، لكن ثمنها سيكون كبيرا وقاسياً على الجميع".